Mask
Logo

مجتمع

ناسا بين 67 عامًا من الإنجاز وتحديات المستقبل

2025-07-29

منذ أن رفع الإنسان عينيه إلى السماء، راوده سؤال خالد: ماذا يوجد هناك؟ وفي منتصف القرن العشرين تحوّل هذا السؤال من حلم إلى مشروع علمي حمل اسم "ناسا".

أكثر من ستة عقود من الابتكار والاستكشاف والرحلات غير المسبوقة للغلاف الجوي، جعلت من الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء رمزًا عالميًا للعلم والتكنولوجيا.

تأسست ناسا رسميًا في 29 يوليو 1958 لتحل محل "اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الجوية"، وتأخذ الجهود الأميركية في مجال الفضاء نحو الطابع المدني عقب توقيع الرئيس الأميركي دوايت آيزنهاور على "قانون الفضاء"، كرد مباشر على إطلاق الاتحاد السوفياتي للقمر الصناعي "سبوتنيك" الذي أحدث صدمة في الأوساط الغربية وأشعل ما عُرف لاحقًا بسباق الفضاء.

ومذ ذلك الحين أصبحت ناسا في طليعة الجهود الإنسانية لاستكشاف الفضاء، فقد أطلقت أول أميركي إلى المدار آلان شيبارد، ثم جاءت اللحظة التي غيرت التاريخ مع نيل أرمسترونغ أول من وطأت قدماه سطح القمر ولحقه باز ألدرن في مهمة "أبولو 11" عام 1969.

"هذه خطوة صغيرة لإنسان، لكنها قفزة عملاقة للبشرية"، هكذا وصف أرمسترونغ الحدث الذي تابعه ملايين البشر حول العالم.

لكن إنجازات ناسا لم تتوقف عند القمر، فقد أطلقت عشرات المهمات إلى كواكب المجموعة الشمسية، من زحل والمشتري إلى المريخ، فمن استكشاف الكوكب الأحمر بمركبات مثل "كيوريوسيتي" و"نيو هورايزنز" و"بيرسيفيرانس"، إلى استكشاف أعماق الكون عبر تلسكوب "جيمس ويب" حيث تواصل الوكالة إعادة تعريف حدود المعرفة البشرية.

وعبر برامجها المختلفة، تقوم ناسا بمراقبة تغير المناخ، جودة الهواء والماء، والكوارث الطبيعية عبر الأقمار الاصطناعية، كما تسعى إلى تطوير تقنيات طيران حديثة أكثر أمانًا وكفاءة بيئيًا، إضافة إلى ابتكارات تقنية في مجالات عدة مثل أنظمة GPS وأجهزة تنقية المياه والرغوة الطبية.

وتلعب ناسا دورًا محوريًا في التعاون الدولي من خلال مشاريع كبرى كمحطة الفضاء الدولية، التي تُدار بالشراكة مع وكالات من روسيا وأوروبا وكندا واليابان.

واليوم، تقود ناسا برنامج "أرتميس" الذي يهدف إلى إعادة البشر إلى القمر خلال السنوات القليلة المقبلة وبناء وجود مستدام هناك، استعدادًا لرحلة أكبر تتمثل في إرسال أول إنسان إلى كوكب المريخ، إذ لم يعد الفضاء مجرد ساحة تنافس، بل بيئة مستقبلية للحياة والتعلم والتطور.

لكن في الوقت الذي تحتفل فيه ناسا بذكرى تأسيسها الـ67، تشهد الوكالة تقليص موظفيها من نحو 18 ألفًا إلى 14 ألفًا، أي أكثر من 20% من القوى العاملة، ضمن برنامج الاستقالة المؤجلة الذي أطلقته إدارة الرئيس الأميركي ترامب، بما في ذلك حوالي 500 موظف غادروا الوكالة ضمن عمليات التقاعد والانسحاب الطبيعي، الأمر الذي يعمق مخاوفها مع صعود الشركات الخاصة وعلى رأسها "سبيس إكس" نحو خصخصة قطاع علوم الفضاء لأغراض ربحية.


تقرير: حذام عجيمي


Logo

أخبار ذات صلة