2025-08-10
مع أول خيوط الفجر ينهض الصمت عن سطح فوينتي دي بيدرا.
ظلال وردية تتماوج في الهواء ثم تنكسر على صفحة الماء، إنها عودة الفلامنجو.
بعد عامين من الجفاف القاسي استيقظت البحيرة من عطشها، مياه الأمطار التي هطلت في مارس وأبريل رفعت المنسوب إلى أكثر من نصف متر لتعيد للبحيرة حياتها ولطيور الفلامنجو مكانها.
مع الفجر يتشكل طابور طويل من المتطوعين، عصيهم في الأيدي، يتقدمون ببطء ويوجهون الصغار نحو الحظيرة
هناك في الداخل تبدأ طقوس التعرف، حلقات بلاستيكية تغلق على السيقان النحيلة وأرقام تحفظ هوية كل فرخ لتتبع رحلته عبر البحيرات من الأندلس حتى شمال إفريقيا.
مانويل ريندون منسق جمع العلامات وعالم الأحياء يؤكد أن أمطار مارس وأبريل رفعت منسوب المياه إلى أكثر من نصف متر، ومع تدفق خزان الوادي الكبير تكاثر أكثر من 34 ألف زوج من طيور النحام وأنتجت البحيرة نحو 23 ألف فرخ هذا الموسم.
العمل يبدأ قبل أن يسطع الضوء، عند الخامسة صباحاً المتطوعون في مواقعهم، وعند السادسة كانت الكتاكيت قد طوقت، نحو 1500 منها أُمسكت، و600 فقط حصلت على الحلقات.
في زاوية الحظيرة تمسك ريمي غاريدو، إحدى المتطوعات، بفرخ صغير بحرص، وتقول: نمشي بهم في الليل أثناء طيران الطيور البالغة، بعدها نزنهم، نفحص دمهم، ونضع الحلقات التي تتيح متابعتهم طوال العام، لكن فرحة العودة لا تخلو من التحذير.
من جديد تكتب فوينتي دي بيدرا فصلها السنوي، فصل من ماء وسماء وجناح وردي. في هذا الركن من الجنوب الإسباني حيث تلتقي الشمس بالملح، يعود الفلامنجو ليؤكد أن الطبيعة مهما تعثرت تعرف طريقها إلى الحياة.
تقرير: علي حبيب