2025-10-15
لم يعد هناك مستحيل في عالم الطب الحديث، ففي ميدان جراحة العظام أحدثت تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد ثورة حقيقية، إذ باتت تُستخدم في تخطيط العمليات الجراحية بدقة، وتدريب الكوادر الطبية، وتصنيع أطراف صناعية مصممة خصيصا لتناسب احتياجات كل مريض، ولم تتوقف عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل تطبيقات متقدمة في مجال الهندسة النسيجية للعظام.
وتعتمد هذه التقنية على بناء نماذج ثلاثية الأبعاد عن طريق ترسيب طبقات متتالية من المواد، ما يسمح بإنشاء هياكل مطابقة تماما لشكل وحجم العظام الطبيعية، ويمكن للخبراء أيضا تصميم أدوات جراحية خاصة تُطبع بهذه التقنية لتساعد الجراحين في إجراء عمليات معقدة بدقة عالية.
وتشهد الأبحاث العلمية مؤخرا نقلة نوعية مع تقنية الطباعة الحيوية التي تمكن من طباعة أنسجة حية بشكل دقيق، مما يفتح آفاقا واعدة لعلاج الإصابات والالتهابات في المفاصل والعظام.
وفي تجارب حديثة، برهنت هذه التقنية المبتكرة قدرتها في تسريع عمليات الشفاء وتقليل الالتهابات بشكل ملحوظ، إلى جانب تقديم حلول اقتصادية تقلل من مدة الإجراءات الجراحية، ما يمثل قفزة هائلة في علاج الكسور المعقدة.
ورغم أن جذور الطباعة الثلاثية الأبعاد تعود إلى الثمانينيات، فإنها شهدت تطورا مذهلا خلال العقد الأخير، لتصبح اليوم أحد الأعمدة الأساسية في الطب الحديث، وبالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن توسع هذه التقنية آفاق جراحة العظام بشكل غير مسبوق، معززة جودة حياة المرضى بشكل كبير.
تقرير: إيسامار لطيف