على خشبة كنيسة سانت ماري في لندن، عاد الصوت الذي لا يغيب.

صوت ما زال يلامس الذاكرة، ويستحضر زمناً كانت فيه الموسيقى مرآة للوعي والحلم.

ليلة في محبة زياد، أمسية موسيقية للاحتفاء بفنان تجاوز حدود الفن إلى مساحة أوسع من الإنسان والفكرة.

في أجواء دافئة تداخلت فيها الألحان مع ضوء الشموع، اجتمع عشاق زياد الرحباني من لبنان والعالم العربي.

لقاء حمل في تفاصيله حنيناً مشتركاً ووفاءً لفنان ترك في الوجدان أثراً لا يُمحى.

بقيادة المايسترو بيار خواجة، قدّمت فرقة صدى الشرق مختارات من أعمال زياد الرحباني، فأعادت إلى الأذهان موسيقاه التي جمعت بين الحنين والجرأة، بين النقد والحلم.

تنوعت المقطوعات بين الحب والذاكرة، لكنها حملت جميعها دفء البدايات وصدق الكلمة.

تفاعل الجمهور جاء امتداداً لتلك العلاقة القديمة التي تجمعهم بموسيقى زياد، علاقة تشبه الاعتراف بأن صوته كان وما زال حاضراً في تفاصيل حياتهم اليومية.

وفي ختام الأمسية، بدت ملامح الجمهور كما الألحان التي ملأت المكان، مزيجاً بين الحنين والإعجاب.

أمسية أكدت أن موسيقى زياد الرحباني ما زالت قادرة على جمع الناس حولها، حيثما وجد الإحساس والذاكرة.

أمسية ليست مجرد تكريم لاسم قد غاب، بل استعادة لزمن من الصدق في الفن والكلمة.

زياد رحباني لا يُختصر في لحن أو مسرحية، بل في كل فكرة تقول إن الفن حين يكون صادقاً، يبقى حياً مهما تغيّرت الأمكنة.

مراسلة شمس: علا شفيع