Mask
Logo

entertainment

في اليوم العالمي للتنوع الثقافي.. دعوة لتعزيز التفاهم العالمي

2025-05-21

في الحادي والعشرين من مايو، يحتفل العالم بيوم يعكس ثراء الإنسانية وتنوعها الثقافي، يوم يذكّرنا بأن التعددية الثقافية ليست مجرد تنوع في اللغات والعادات، بل هي رسالة فكرية وحضارية تعزز التفاهم والاحترام المتبادل بين الأمم. إنّه اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية.

وكان الإعلان تاريخيًا في سبتمبر عام 2022، حين اجتمعت وفود 150 دولة في المكسيك، في أكبر مؤتمر عالمي لليونسكو مخصص للثقافة والتنمية المستدامة خلال الأربعين عامًا الماضية.

وقد اعتُمِد بالإجماع الإعلان التاريخي الذي يؤكد "المنفعة العامة العالمية" للثقافة، ويدعو إلى دمجها "كهدف محدد في حد ذاته" ضمن أجندة التنمية لما بعد عام 2030.

ويحدّد النص مجموعة من الحقوق الثقافية التي يجب مراعاتها، تتراوح بين الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للفنانين إلى الحرية الفنية، وحق مجتمعات السكان الأصليين في حماية معارف أجدادهم، بالإضافة إلى حماية وتعزيز التراث الثقافي والطبيعي، كما يدعو إلى تنظيم كبير للقطاع الرقمي وضمان الوصول العادل إلى المحتوى للجميع.

ومع اعتماد الأمم المتحدة خطة 2030، فإن رسالة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية باتت أكثر أهمية من أي وقت مضى.

ففي عالم يتسارع فيه التغير وتزداد فيه التحديات، يصبح فَهم التنوع الثقافي أكثر أهمية من أي وقت سابق، حيث تلتقي الأفكار والتجارب المختلفة لتضع الأسس لمستقبل أكثر عدلًا ورخاءً.

وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 90٪ من جميع النزاعات الحالية في العالم تحدث في بلدان تفتقر إلى الحوار بين الثقافات، في وقت يُعد فيه القطاع الثقافي والإبداعي أحد أقوى محركات التنمية حول العالم.

فوفقًا لبيانات اليونسكو، يستوعب هذا القطاع قرابة 50 مليون وظيفة على مستوى العالم، تمثّل النساء نصفها تقريبًا، ويشكل أكثر من 3٪ من إجمالي الناتج المحلي العالمي، كما أنه من أبرز القطاعات التي توفر فرص العمل للشباب دون سن الثلاثين، ومع ذلك، لا يزال هذا القطاع يفتقر إلى المكانة التي يستحقها في السياسات العامة والتعاون الدولي.

ويحمل هذا اليوم دعوة مفتوحة للجميع للغوص في أعماق الثقافات المختلفة، للتعلّم من بعضها البعض، وتفهّم قيمها وتقاليدها، فالتنوع الثقافي ليس مجرد تباين في العادات واللغة، بل هو ميزة ضرورية للحد من الفقر وتحقيق التنمية المستدامة، وإذا كان التفاهم بين الثقافات هو الطريق إلى تحقيق السلام، فإنّ هذا اليوم يفتح نافذة من الأمل لرؤية تنوعنا لا كعائق، بل كفرصة لبناء عالم يتسع للجميع.


تقرير: حذام عجيمي


Logo

أخبار ذات صلة