Mask
Logo

entertainment

ملوحة شط العرب تدفع مزارعي النخيل للصحراء

2025-08-07

هنا في البصرة، على ضفاف شط العرب، لم تعد الأرض كما كانت. الملوحة العالية قضت على آلاف النخيل، والماء الذي كان حياةً أصبح سببًا في هجرة المزارعين نحو الصحراء.

خلال السنوات الماضية، تفاقمت ملوحة المياه في شط العرب نتيجة انخفاض تدفقات نهري دجلة والفرات عبر نهر الغراف، والتي تعتمد عليها البصرة بشكل أساسي، وإقامة سدود في دول المنبع، معظمها من تركيا، ما سمح بتوغل مياه البحر من الخليج، ورفع ملوحة المياه لمستويات غير مسبوقة.

يأتي هذا التحول في نوعية المياه ومنسوبها وسط مخاوف أكبر بشأن الأمن المائي في العراق، لأن اعتماد البلاد على نهري دجلة والفرات أصبح غير مستقر في السنوات الأخيرة. وانخفضت كمية المياه في النهرين بشكل حاد، وتفاقمت المشكلة بسبب السدود التي أقيمت على المنبع.

بعيدًا عن شط العرب، وجدت النخلة ملجأً جديدًا في الصحراء. مياه الآبار، رغم ملوحتها المعتدلة، شكلت بديلًا مناسبًا، خصوصًا مع اعتماد أساليب حديثة كالري بالتنقيط.

المزارع عبد الواحد أمين الشاوي اختار الرحيل، فنقل مزرعته من أبي الخصيب في شرق البصرة على مجرى شط العرب إلى الشعيبة الصحراوية في غرب المدينة ليجد جنته على الأرض.

بين ملوحة النهر وعذوبة الآبار، يبقى المزارع البصري في صراع دائم مع الطبيعة وتحديات السياسة المائية. فرغم وعود تركيا باتفاق لإدارة المياه مع العراق، لا تزال أزمة الأمن المائي مستمرة، والمزارع العراقي هو من يدفع الثمن، ويبقى مستقبل الزراعة هنا مرهونًا بما يجود به جوف الأرض.



تقرير: حذام عجيمي

Logo

أخبار ذات صلة