في وقت يبرز فيه نجم اليمين المتطرف الأوروبي بقوة، في مواجهة خطاب اليسار الليبرالي، تتكئ الديمقراطيات على حافة القلق.

ومن هذا المنطلق، ومن شوارع البرتغال، يصعد نجم حزب تشغا اليميني المتطرف. أما اليوم ومع الانتخابات النيابية المبكرة يرفض اليسار التعاون مع اليمين، إلّا أن لغة الأرقام حتى الآن فرضت واقعًا سياسيًا جديدًا لا يمكن تجاهله.

أما في رومانيا، فكانت المفاجأة السياسية من نصيب نيكوسور دان، الذي نجح في كسر صعود اليمين القومي بفوزه بقرابة أربعة وخمسين في المئة من الأصوات أمام جورج سيميون، زعيم التيار القومي المتشدد الذي اعترف بالهزيمة.

ولكن سرعان ما انقسم الشارع الروماني، وأعادت طرح تساؤلات حول نزاهة العملية الديمقراطية في أوروبا الشرقية، فهذا الفوز أشعل الجدل، إذ ألغت المحكمة الدستورية نتائج الجولة الأولى، مشيرة إلى مزاعم بتدخل روسي لصالح اليمين.

أما موسكو فتقول إن الانتخابات الرومانية غريبة على أقل تقدير، ويستمر الكرملين باتهام دول الاتحاد الأوروبي بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى.

وفي خضم هذا التحول، وبين صعود التيارات القومية وتراجع الأحزاب التقليدية، يدخل الاتحاد الأوروبي مرحلة جديدة من عدم اليقين وسط حرب الاستقطاب بين يمين يرفع راية الهوية والسيادة وتمسك اليسار بالتكامل والانفتاح.

تقرير: مالك دغمان