2025-07-19
الرئيس أحمد الشرع تحدث إلى شعبه للمرة الثانية منذ اندلاع الأحداث ليُعلن وقفا شاملاً لإطلاق النار في المحافظة المشتعلة درءاً للفتنة ومن باب استعادة السلم الأهلي.
وفي خطوة فُسرت بأنها محاولة لتجنب انفجار إقليمي، أعلنت واشنطن أيضاً مساء الجمعة عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا، بعد أيام من الغارات الإسرائيلية على مواقع حكومية في دمشق.
على أرض الواقع، وعلى الرغم من تطمينات البيت الأبيض، تجدّدت الاشتباكات العنيفة عند مدخل مدينة السويداء صباح السبت، بين مقاتلين من العشائر السنية ومجموعات درزية، قبل أن يرفع الشرع راية السلام بطلب أميركي.
الوضع في السويداء مأساوي، أكثر من 700 قتيل في أسبوع واحد، و80 ألف نازح، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
مشفى المدينة تحوّل إلى ما يشبه المقبرة الجماعية، كما تقول فرق طبية محلية لوكالة الصحافة الفرنسية، في ظل انقطاع الكهرباء، نقص الأدوية، وانهيار البنية التحتية بالكامل.
اتهامات متزايدة وُجهت للقوات الحكومية بالانحياز لطرف العشائر، بل وتسهيل دخولهم إلى عمق المدينة، والشرع يدعو إلى ضبط النفس عقب إرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات.
من جانبه، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم السماح بتهديد ضد الطائفة الدرزية، معلناً مساعدات إنسانية بقيمة 600 ألف دولار.
وسط كل هذا، يتردد صوت المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم براك، داعياً لبناء هوية سورية جديدة... لكن في السويداء، يبدو أن الهويات تذوب في الدم، قبل أن تجد طريقها نحو أي سلام.
من قلب المأساة... يبقى السؤال: هل ينجح اتفاق شفهي في إخماد نار الطائفية والسلاح.
تقرير: إيسامار لطيف