في ظل أزمات إقليمية متلاحقة، يقف العراق على أعتاب دورة برلمانية جديدة، هي السادسة منذ عام 2003، دورة تفتح الباب واسعًا أمام التساؤلات، هل ستكون تكرارًا للتجارب السابقة التي لم تلب طموحات العراقيين، أم أنها ستحمل تغييرًا حقيقيًا يسهم في ترسيخ الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد.

لا تزال تداعيات الدورة النيابية الحالية حاضرة في الذاكرة السياسية، بعدما تجاهل ائتلاف إدارة الدولة "المشكل من القوى الفائزة" مبدأ الشراكة الفعلية مع الكورد، مكتفيًا بمعادلات حكم لا تراعي التوازن الوطني. وأسهم تأخير الحكومة الاتحادية بإرسال المستحقات الدستورية لإقليم كوردستان في تعميق الشعور بالإقصاء، وبات كثيرون يشككون في صدقية أي تعهدات تطرح مستقبلًا.

في المقابل، يرى مراقبون أن الاتفاق على استئناف تصدير نفط كوردستان بارقة أمل قد تسهم في ترميم العلاقة بين بغداد وأربيل، خصوصًا وأن الاتفاق جاء بعد ضغوط دولية على الحكومة الاتحادية.

بين تطلعات مشروعة وهواجس متراكمة، يقف العراقيون على أعتاب دورة برلمانية جديدة، قد تشكل منعطفًا نحو شراكة وطنية حقيقية، أو قد تعيد إنتاج المشهد السياسي بكل ما ينطوي عليه من أزمات مزمنة وتعقيدات متجذرة.

مراسل شمس: شيار محمد