في لحظة سياسية خطيرة، يعود الملف اللبناني إلى الواجهة من جديد، لكن هذه المرة من بوابة التصريحات الأميركية.

المبعوث الأميركي توم باراك وصف لبنان أمام كاميرات العالم بأنه دولة فاشلة، في إشارة إلى الإحباط الأميركي من شلل المؤسسات وعجز الحكومة عن مواجهة نفوذ حزب الله. وقال بوضوح: الدولة هي حزب الله.

باراك أوضح أن الحزب، المدعوم من إيران، بات يوفر لمناصريه ما عجزت الدولة عن تقديمه في بلد يعيش أزمة كهرباء ومياه وخدمات منهارة. لكن اللافت أن كلامه عبّر عن حقيقة يعرفها اللبنانيون جيدًا، غير أنهم يعيشون في حالة إنكار جماعي.

بين من يبرر، ومن يهاجم، ومن يصمت، يهرب الجميع من مواجهة السؤال الجوهري: من يحكم لبنان فعلًا؟

الولايات المتحدة، وفق باراك، لن تدعم دولة تتحكم فيها منظمة إرهابية، لكنها في المقابل لن تتردد في دعم إسرائيل إذا قررت توسيع عملياتها ضد حزب الله.

التصعيد قائم، وملامح توسعة العمليات ظهرت مع إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس توسيع نطاق القصف في الجنوب، مهددًا بالرد على أي هجوم على بلدات إسرائيلية بهجوم على بيروت نفسها. كما انتقد الرئيس اللبناني، مؤكدًا أن حزب الله يلعب بالنار، والرئيس يماطل.

في الداخل، يتعامل اللبنانيون مع هذه التحذيرات وكأنها لا تعنيهم، لكن المؤشرات تدق ناقوس الخطر. التصعيد قائم، الموقف الدولي يتبدل، والدولة اللبنانية غائبة عن المشهد.

لبنان الذي يعيش في إنكار دائم، يقترب من لحظة الحقيقة... لحظة قد لا تترك له ترف الصمت أو مساحة الإنكار.