2025-09-02
يشكل اللبان منذ قرون شريانا للتجارة في مدينة ظفار العُمانية، فقد ارتبط اسمه بالقوافل التي عبرت به من عُمان إلى مصر الفرعونية وبلاد الرافدين ووادي السند وصولًا إلى الإغريق والرومان والصين. واليوم لا يزال أبناء المنطقة يعتبرونه كنزا حقيقيا.
يمتد وادي دوكة على أكثر من 14 كيلومترًا مربعا وتتناثر فيه آلاف الأشجار التي تُنتج أربعة أصناف رئيسية من اللبان أبرزها النجدي والحوجري اللذان يُستخدمان لأغراض علاجية. ويؤكد التجار أنه كلما كان اللبان أنقى ارتفعت قيمته سواء كبخور أو كمستخلص عطري فاخر.
الحصاد عملية دقيقة موروثة جيلًا بعد جيل، إذ يُشق لحاء الشجرة بخمس ضربات محددة لتسيل منها قطرات تتصلب وتُجمع لاحقًا. لكن هذه الشجرة سريعة الغضب كما يصفها أهالي المنطقة، وقد تموت إذا أسيء التعامل معها. لذلك تتولى شركات متخصصة إدارة المحمية وتطوير منتجات اللبان بالتعاون مع المجتمع المحلي.
وزارة التراث والسياحة أطلقت خطة استدامة تحدد بموجبها عدد الأشجار المحصودة في الموسم لحمايتها من الاستنزاف، مع مشاريع لإعادة زراعة الأشجار المهددة ونقلها من مواقع الخطر.
يتواصل حضور اللبان في مدينة ظفار العُمانية كرمز اقتصادي وثقافي لدى أهلها، فهذه الشجرة العتيقة التي شكلت منذ آلاف السنين شريانًا للتجارة عبر القوافل البرية والبحرية لا تزال اليوم جزءًا من حياة أبناء المنطقة ومحورًا لمشاريع حماية واستدامة تستقطب اهتمام العالم.
تقرير: علي الكبيسي