Mask
Logo

أخبار-عربية

لبنان يستعد للرد على الورقة الأميركية وسط جدل الضمانات

2025-07-05

“سنجعل لبنان عظيمًا مجددًا”، عبارة أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ فترة، وبدت حينها مجرد شعار عابر، لكنها اليوم تُعاد بصيغة دبلوماسية عبر مبعوثه السابق وصديقه الشخصي توماس براك، الذي حمل إلى بيروت في يونيو الماضي ورقة أميركية محمّلة بالشروط، والمخاوف، وربما الفرص.

وتؤكد مصادر مطلعة أن الرد اللبناني الرسمي على الورقة الأميركية بات شبه منجز، ويجري تنسيقه بدقة بين مؤسسات الدولة وحزب الله.

وبحسب وسائل إعلام لبنانية، يتضمن الرد نقاطًا جوهرية، أهمها التأكيد على حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، لكن مقابل انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية، ووقف الأعمال العدوانية كافة.

وحسم حزب الله موقفه، وأبلغ الرئيس نبيه بري بوضوح أنه لا حاجة لاتفاق جديد، بما أن الاتفاق القائم أي وقف إطلاق النار كافٍ إذا نُفذ بالكامل، وفي المقابل، أبدى الحزب استعدادًا للانخراط في حوار داخلي حول سلاحه، شرط أن يكون في إطار استراتيجية دفاع وطنية تحفظ لبنان من أي ابتزاز خارجي، وهي تصريحات أكدها الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في كلمته خلال مراسم عاشوراء يوم الجمعة.

فما بين سطور حديث قاسم سيناريوهان: الأول يشير إلى اتفاق غير معلن بعد، يجري مناقشته في الكواليس ويشمل تسليم سلاح المقاومة مقابل ضمانات دولية وداخلية لها، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية، أما السيناريو الثاني، الأكثر تشاؤمًا، فينذر بصدام حتمي، بداية بين حزب الله والدولة اللبنانية، وقد يتطور لاحقًا إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل.

قد اتُخذ بالفعل قرار نزع سلاح الحزب، وتل أبيب تعد العدة لجولات حرب إضافية لتحقيق هذا الهدف، في ظل تهديدات بامتداد نيران المواجهة هذه المرة إلى مؤسسات الدولة اللبنانية كالمطار ومؤسسة الكهرباء وسواها.

أما على المستوى الرسمي، فاجتماع اللجنة الرئاسية في قصر بعبدا وضع اللمسات الأخيرة على الرد، الذي يؤكد على:

o       تمسك لبنان بحصرية السلاح بيد الدولة فقط

o       ورفض التفاوض حول هذا الملف تحت الضغط أو الإملاءات

o       إلى جانب المطالبة بضمانات واضحة لتنفيذ الجانب الإسرائيلي للقرارات الدولية، وليس الاكتفاء بوعود غامضة

لكن يبقى السؤال: هل الورقة الأميركية هي بالفعل فرصة للبنان العظيم، أم مجرد وصفة جديدة لأزمة بلا ضمانات؟

الآراء متباينة، والتحذيرات تتصاعد من أن شروط هذه الورقة قد تضع لبنان في مأزق دبلوماسي وأمني، إذا لم يتم التعامل معها بحذر ووفق ما يخدم السيادة الوطنية.

ويرى توماس براك في الورقة الأميركية فرصة للبنان للانطلاق نحو مرحلة جديدة، عنوانها إنهاء السلاح غير الشرعي، واستعادة دوره الإقليمي، والتخلّص من الطائفية التي نخرت مؤسساته منذ السبعينيات.

في المقابل، يحذّر الرئيس اللبناني جوزاف عون من محاولات أطراف داخلية استغلال التوترات الإقليمية لزرع الفتنة الطائفية، ما قد يجر لبنان إلى نفق مظلم لا تُعرف نهايته، أما الشارع اللبناني، فيتخوّف من تكرار مأساة 1975، فالحرب الخارجية أهون بكثير من ما يُخبئه الداخل، والعدو الخارجي سيكون أكثر رحمة على اللبنانيين من أعداء الداخل، فلبنان اليوم أمام لحظة مصيرية، فإما أن يمسك بقراره، أو يُترك لمصير يُكتب من الخارج.


تقرير: إيسامار لطيف


Logo

أخبار ذات صلة