2025-10-17
قد تبدو العبارة على الورق بسيطة وواضحة، لكن على أرض الواقع قد يكون الأمر مختلفا تماما في تفاصيله وآثاره.
حماس تؤكد بلهجة صارمة أنها ملتزمة، بينما ترد إسرائيل بأن الحركة تماطل وتتلّكأ في التنفيذ. الرهائن لا يزالون عالقين تحت الأنقاض بلا قرار نهائي.
في بيان رسمي أعلنت حماس استعدادها لتسليم جثامين الرهائن الإسرائيليين، لكنها أشارت إلى شرط محدد لتنفيذ ذلك وهو السماح بإدخال معدات الإنقاذ الثقيلة إلى المناطق المتضررة.
وتقول الحركة إن إسرائيل ترفض السماح بدخول تلك المعدات الحيوية، ما يجعل مصير الجثث والبحث عن المفقودين معلقا بين الشروط والسياسات.
بحسب حماس فقد دُفن بعض الجثث في أنفاق دمرت، وبعضها الآخر ما زال تحت مبان أسوتت بالأرض بفعل القصف، مما يزيد صعوبة عمليات الانتشال ويعظم المأساة.
الكرة الآن تتدحرج بين الطرفين، إسرائيل تتهم حماس بالمماطلة والتأخير، وحماس تتهم إسرائيل بأنها مسؤولة عن مقتل الرهائن نتيجة القصف، وتحمّل رئيس الوزراء نتنياهو المسؤولية الكاملة عما يجري.
وبخصوص المعابر ترى حماس أنها أصبحت أداة ضغط سياسية وسلاحا تفاوضيا، إذ يستعمل تأخير المساعدات والتهديد بإغلاق معبر رفح ورقة ضغط على الطرف الآخر والشارع الدولي.
دونالد ترامب دخل على الخط بتصريح لاذع على منصة تروث سوشال حيث قال إذا واصلت حماس قتل الناس في غزة سندخل ونقتلهم، وهي لغة تعكس تصاعد توجّه أميركي متشدّد إزاء التطورات.
وخلال مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض عاد وأكد ترامب أن حركة حماس قدمت التزامات لواشنطن خلال الفترة الماضية، وأنه يجب عليها العمل وفق الالتزامات التي قدمتها.
المشهد في غزة أعقد بكثير مما تصفه البيانات المختصرة، هناك جثث تحت الركام، ومساعدات معلقة على المعابر، واتهامات تطلق كالشظايا بين الطرفين.
والحقيقة لا تزال معلقة بين أنقاض البيوت في انتظار من يملك أدوات الحفر والإنقاذ لا مجرد أدوات الحرب.
تقرير: لافا أسعد