Mask
Logo

syash

من غزة إلى لبنان وسوريا.. إسرائيل تمد مناطقها العازلة

2025-10-17

في الشرق الأوسط، الحدود ليست مجرد خطوط على الخريطة، بل ساحات نزاع متواصل وجبهات مفتوحة قد تشتعل في أي لحظة.

ومن غزة إلى لبنان وصولا إلى الجولان السوري، تمد إسرائيل مناطق عازلة تقول إنها لحمايتها، لكن السؤال يبقى: هل الأمن وحده هو ما يحكم هذه السياسة، أم أن خلفها مشروع توسع طويل المدى؟

في غزة، الحرب الأخيرة لم تترك فقط ضحايا ومباني مهدمة، بل فرضت واقعا جديدا على الأرض، إذ تقول إسرائيل إنها تسعى لإنشاء منطقة أمنية خالية من التهديدات تمتد لعدة كيلومترات داخل القطاع، مبررة ذلك بوقف التهريب من الحدود المصرية ومنع تسلل المقاتلين عبر الأنفاق.

لكن الواقع يقول إن مصر قضت فعليا على معظم هذه الأنفاق منذ سنوات، فما الدافع الآن، ولماذا بهذا العمق؟

وتشير تقارير إسرائيلية إلى نية تل أبيب إخراج ما يصل إلى 35% من مساحة غزة من الحياة وتحويلها إلى منطقة عازلة.

أما لبنان، فيعود إلى مشهد المناطق العازلة بعد أكثر من 20 عاما على الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، حيث تعود تل أبيب لتتحدث عن شريط أمني داخل الأراضي اللبنانية، والحرب التي اندلعت بالتوازي مع غزة دفعت إسرائيل إلى السيطرة على ست نقاط حدودية وتصر على البقاء فيها إلى أجل غير مسمى بحجة منع اقتراب حزب الله من الحدود.

وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، يشتعل الجنوب اللبناني يوميا بالقصف الإسرائيلي، ما يفرض شريطا من الأرض المحروقة ويعيق عودة السكان إلى أراضيهم ويطيح بفكرة إعادة الإعمار.

وفي الجولان، يبدو المشهد أكثر تعقيدا، فمنذ سقوط نظام بشار الأسد باتت الحدود مع سوريا مفتوحة على احتمالات جديدة، إذ استغلت إسرائيل الفراغ الأمني الذي خلفه انهيار النظام ودخلت إلى مناطق جديدة داخل الأراضي السورية، موسعة نطاق سيطرتها بزعم منع التمركز الإيراني ومنع أي تهديدات عسكرية محتملة من النظام الجديد.

وفي كل الجبهات، تكرر إسرائيل المصطلحات ذاتها: منطقة عازلة، شريط أمني، عمق دفاعي، لكن الواقع يظهر نمطا واحدا، هو توسيع السيطرة وفرض واقع جغرافي يصعب تغييره لاحقا.

ويرى محللون أن هذه المناطق ليست لأغراض عسكرية فقط، بل تدخل في إستراتيجية إسرائيلية أوسع لإعادة رسم خريطة نفوذها الإقليمي، وأن أي مفاوضات سلام مستقبلية ستنطلق من هذه الوقائع المفروضة.


تقرير: لافا أسعد


Logo

أخبار ذات صلة