يُعيد مؤتمر الأمم المتحدة بشأن فلسطين إحياء حل الدولتين بعدما كان في موت سريري، باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

فالمؤتمر الذي انطلق في نيويورك قبل يومين أعاد الزخم الدولي للقضية الفلسطينية، عبر تشجيع مزيد من الدول، ولا سيما الغربية منها، على الإقدام على أكثر الخطوات إزعاجا لإسرائيل، وهي الاعتراف بالدولة الفلسطينية. كما أبدت دول أخرى بينها بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال ومالطا استعدادها للنظر في هذه الخطوة قريبا، وهو ما من شأنه أن يشكل تحولا تاريخيا على الساحة السياسية والدبلوماسية.

ومع استمرار أعمال المؤتمر في يومه الثالث، تبنى المجتمعون إعلانا حدد إطارا زمنيا لإقامة دولة فلسطينية خلال 15 شهرا، في خطوة غير مسبوقة ضمن المسار الدولي الطويل لحل هذا النزاع.

ويتميز هذا المؤتمر عن مبادرات سابقة لم تكتمل بكونه يستند إلى خطة تدريجية تشمل وقف إطلاق النار ودعم انتخابات فلسطينية شاملة وإصلاح المؤسسات، بما يمهد لتفاوض جاد على أسس واضحة، ليبدو المؤتمر وكأنه محاولة دولية جادة لكسر حالة الجمود المخيمة على القضية الفلسطينية.

ولم يغب إعلان نيويورك عما يحدث في قطاع غزة، فقد وضع إنهاء الحرب في القطاع كأولوية، وشدد على أن الحكم وحفظ النظام والأمن في الأراضي الفلسطينية يجب أن يكون حصرا من اختصاص السلطة الفلسطينية، مطالبا حركة حماس بإنهاء سيطرتها على القطاع وتسليم أسلحتها للسلطة، كجزء من مسار أوسع لتطبيق حل الدولتين.

تقرير: نادر علوش