في "صورة"، ندرك أن التصوير ليس مجرد تسجيل للحظات، بل هو سرد للذاكرة وروح المكان والزمان، خاصة عندما يتحول الألم إلى مصدر إلهام وإبداع.

هنا نلتقي بالفنان الفوتوغرافي العراقي معتز سامي، الذي يقول: "اسمي معتز سامي، عمري 32 سنة، أنا من بغداد، فنان فوتوغرافي. نحن بدأنا طفولتنا بالحروب، أحلى أيام الطفولة كانت عبارة عن حروب".

طفولة عاشها بين أصوات الانفجارات وفقدان الأمان، ففي عام 2003، كان عمره حوالي 11 سنة، عايشاً الحرب مع أهله في البيت رغم أن نحو 90% من سكان المنطقة غادروا إلى مناطق آمنة، إلا أن صموده وسط هذا الواقع شكّل بدايات فهمه للعالم حوله.

وعندما بلغ 14 سنة، بدأ شغفه بتوثيق العائلة، كونه الفرد قبل الأخير في العائلة وأكثر من وثّق أشقائه، "عائلتي هي حياتي، وبالنسبة لي فإن الصورة العائلية أعز من الأعمال الفنية"، يؤكد معتز.

البداية الاحترافية كانت مع صورة جامع الشيخ زايد الكبير في دولة الإمارات، خلال رحلة سياحية عام 2014، حيث جذب اهتمامه التصميم العمراني المتكامل للجامع. وقد حققت الصورة انتشاراً واسعاً وشاركت في مهرجان دولي، لتصبح نقطة انطلاقه نحو عالم الاحتراف، ويطمح معتز أن يُخلّد اسمه من خلال فن الفوتوغراف، وأن يمثل بلده على الساحة الفنية.