2025-07-03
أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اكتمال بناء سد النهضة، المشروع الأضخم في تاريخ بلاده، والذي لطالما شكّل محور خلاف محتدم بين إثيوبيا ومصر والسودان.
ومن على منبر البرلمان الإثيوبي قال آبي أحمد: "العمل بات الآن منجزًا ونحن نستعد لتدشينه رسميًا". الإعلان الذي جاء صباح الخميس بعث برسالة مباشرة إلى مصر والسودان، مفادها: "سد النهضة لا يشكّل تهديدًا بل فرصة مشتركة".
لكن على ضفاف نهر النيل، في القاهرة والخرطوم، لا يُقرأ المشهد بهذه البساطة، فالصراع على سد النهضة بدأ في عام 2011، حين وضعت إثيوبيا حجر الأساس لهذا السد العملاق الذي تبلغ كلفته 4.2 مليارات دولار تقريبًا. ومنذ ذلك الوقت، دخلت الدول الثلاث في مفاوضات شاقة تخللتها أزمات دبلوماسية واتهامات بفرض أمر واقع.
وتعتبر مصر التي تعتمد على نهر النيل في أكثر من 95% من احتياجاتها المائية، السد تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، أما السودان، فحذّر مرارًا من مخاطر تتعلق بأمان السد وتداعياته على السدود المحلية.
وبدأت إثيوبيا في فبراير 2022، توليد الكهرباء من السد جزئيًا، واليوم، مع اكتماله، تستعد لتدشينه رسميًا في سبتمبر المقبل، ليصبح أكبر سد كهرومائي في إفريقيا، بطاقة إنتاج تفوق 5 آلاف ميغاوات.
وفيما تصف إثيوبيا السد بأنه مشروع تنموي يخدم المنطقة، تصر القاهرة والخرطوم على ضرورة توقيع اتفاق قانوني ملزم يحدد قواعد الملء والتشغيل ويضمن حقوق الجميع.
وبات تدشين السد مسألة وقت، لكن الأسئلة العالقة حول إدارة النيل ومياهه ما زالت مفتوحة، وبين الاحتفال في أديس أبابا والقلق في القاهرة، يبقى النهر شاهدًا على صراع لم يُحسم بعد.
تقرير: إيسامار لطيف