2025-06-19
لم يحمل صباح اليوم أي بصيص من الهدوء بعد ليلة وُصفت بأنها الأشد ضراوة في تاريخ المواجهات بين إيران وإسرائيل. فعلى وقع انفجارات الصواريخ وأزيز الطائرات، استيقظت المنطقة على مشهد من الدمار والتوتر المتصاعد.
القصف الإيراني اخترق عمق الأراضي الإسرائيلية، مستهدفًا مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع، حيث سُجلت إصابات في صفوف المدنيين وخسائر فادحة في البنية التحتية. ولم تكن قاعدة بلماحيم الجوية جنوب تل أبيب بمعزل عن نيران الصواريخ، كما لحقت مستوطنة سديروت القريبة من غزة أضرار مادية ملحوظة، لتؤكد إيران أن ردها جاء على خلفية ضربات إسرائيلية أبرزها في قلب العاصمة طهران.
في المقابل، جاء الرد الإسرائيلي سريعا. الطائرات الحربية انطلقت لتخترق الأجواء الإيرانية، وتنقض على أكثر من عشرين هدفًا، أبرزها مفاعل خنداب للمياه الثقيلة، وهو عنصر محوري في برنامج إيران النووي. كما لم تسلم منشأة بارشين العسكرية جنوب شرق طهران من القصف، بالإضافة إلى مخازن أسلحة في كرمانشاه ومراكز قيادة وتحكم للحرس الثوري في محافظة أصفهان.
على الأثر، توالت ردود الفعل الدولية، فأميركا دعت إلى ضبط النفس، لكنها أكدت دعمها الكامل لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. بدورها، حذّرت روسيا من خطورة التصعيد وما يحمله من تداعيات كارثية. من جانبهما، دعتا فرنسا وألمانيا الطرفين إلى وقف التصعيد والعودة إلى طاولة الحوار.
في ظل استمرار التوتر، تتسارع الجهود الدولية لاحتواء الأزمة، وسط تقارير تفيد بأن الإدارة الأميركية تدرس خيارات عسكرية محدودة ضد إيران، لكنها لم تتخذ قرارًا نهائيًا بعد، لتبقى الساعات المقبلة حاسمة في تحديد مصير هذا التصعيد المتسارع.
تقرير: مالك دغمان