أوقفت الضربات الأميركية على منشآت نووية إيرانية الحرب مع إسرائيل لكنها لم تنه الصراع، وهو ما يهدد بمواجهة أخرى أكثر خطورة، فحتى الآن لا يمكن معرفة ما إذا كانت هذه الضربات قد حيّدت بشكل كامل برنامج إيران النووي وسط حالة من عدم اليقين بشأن فعالية الضربات الأميركية.

لكن مما لا شك فيه أن إيران تلقت ضربة كبيرة، فسياسة الردع التي بنتها على مدى عقود لم تمنع حربًا مباشرة مع إسرائيل، كما أن هذه المواجهة عكست انكشافًا أمنيًا فادحًا تمثل في مدى قدرة إسرائيل على الاختراق وإلحاق الضرر في البنية الأمنية والعسكرية في إيران.

ومنذ بدء الحرب حاول قادة طهران الظهور بموقف القادر على ردع العدوان وإلحاق الهزيمة بالخصوم، وقد عبروا عن ذلك بوضوح من خلال ما اعتبره خامنئي نصرًا ساحقًا على الولايات المتحدة وإسرائيل، ورغم استمرار الجدل بشأن هوية المنتصر فإن طهران باتت أمام واقع جديد تمامًا يتمثل على الأقل في تراجع كبير في برنامجها النووي مع استمرار الضغط باتجاه قبولها تسوية نووية بشروط أميركية إسرائيلية.

وردًا على تصريحات خامنئي يعلق ترامب العمل على تخفيف العقوبات ويُلوح بقصف إيران مجددًا إذا عادت إلى تخصيب اليورانيوم، لكن في المقابل تكشف صحيفة سي إن إن عن مغريات أميركية لإيران لجلبها إلى طاولة التفاوض تشمل إمكانية مساعدتها في الحصول على مليارات الدولارات لبناء برنامج نووي مدني لإنتاج الطاقة وتخفيف العقوبات.

إلا أن طهران تؤكد أن لا خطط لديها الآن لاستئناف المفاوضات وهي بصدد بلورة موقفها الدبلوماسي المستقبلي، ويبدو أن العلاقة بينها وبين الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تكون قائمة في المدى القريب، في حين تزداد المخاوف الأوروبية من انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي وسط ضبابية في مسارات السياسة الخارجية المستقبلية.

تقرير: نادر علوش