2025-07-14
أعلنت وزارة الدفاع السورية الاثنين البدء بنشر قواتها في السويداء في جنوب البلاد، في محاولة لاحتواء اشتباكات دامية اندلعت بين مقاتلين من الطائفة الدرزية ومسلحين من عشائر البدو.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في عدد من القرى الواقعة في ريف السويداء الغربي، بينما وثقت منصة السويداء 24 المحلية استمرار التوتر في المنطقة
وأشار المرصد إلى مقتل 40 شخصًا في المواجهات المسلحة والقصف المتبادل الذي شهدته مدينة السويداء ومحيطها، بينهم 27 من الدروز، من ضمنهم طفلان، و10 من البدو، بالإضافة إلى 3 أشخاص لم تُعرف هوياتهم، فضلًا عن إصابة نحو 50 آخرين
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن الاشتباكات أسفرت عن "أكثر من 30 قتيلا ونحو 100 جريح"، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وجاء في بيان رسمي للوزارة: "بالتنسيق مع وزارة الداخلية، بدأنا بنشر وحداتنا العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وفك الاشتباكات بسرعة وحسم".
وبحسب إفادة المرصد، فإن الشرارة الأولى للاشتباكات اندلعت يوم السبت، عندما قام مسلحون من البدو باختطاف تاجر خضار ينتمي للطائفة الدرزية، بعد أن نصبوا حاجزا على طريق السويداء – دمشق، ما أدى لاحقا إلى عمليات خطف متبادلة بين الجانبين.
وأكدت منصة السويداء 24 لاحقا أن جميع المختطفين من الطرفين تم إطلاق سراحهم ليل الأحد.
وأوضح المرصد أن هذه الاشتباكات تأتي امتدادا لتوترات متواصلة منذ نيسان/أبريل الماضي، حين اندلعت مواجهات ذات خلفية طائفية بين مسلحين دروز وقوات الأمن في مناطق درزية قرب دمشق وفي محافظة السويداء، بمشاركة مسلحين من عشائر البدو السنية.
وأفاد المرصد أن العنف الذي شهدته تلك الفترة أسفر عن مقتل 119 شخصا على الأقل، من بينهم مقاتلون دروز وأفراد من قوات الأمن.
وعقب تلك المواجهات، توصّل ممثلو الحكومة السورية وأعيان من الطائفة الدرزية إلى اتفاقات تهدئة هدفت إلى خفض التصعيد في المنطقة.
ودعت قيادات روحية درزية إلى الهدوء وحضّت سلطات دمشق على التدخل.
شددت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية، في بيان صادر عنها، على أن "درء الفتنة هو واجب وطني وأخلاقي لا حياد عنه، ودماء أبنائنا خط أحمر لا يجوز التساهل فيه أو المتاجرة به تحت أي ذريعة أو غاية"، مطالبة "الحكومة المؤقتة بضبط الأمن والأمان على طريق دمشق - السويداء وإبعاد العصابات المنفلتة عنه".
كما دعا البيان "الجميع، أفرادا وقيادات، إلى تغليب صوت الحكمة والمسؤولية، والوقوف صفا واحدا لرفض الفوضى ومخططات التفرقة"، مؤكدا "حقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا وأرضنا وأمننا، دون الانجرار إلى أتون الفتنة التي لا تخدم إلا أعداء الجبل وسوريا".
وتتولى فصائل درزية محلية إدارة الملف الأمني في محافظة السويداء منذ أيار/مايو الماضي، بناءً على اتفاق أُبرم بينها وبين السلطات، بينما يتواجد مسلحون من عشائر البدو في مناطق ريف المحافظة.