2025-10-07
شهد الشرق الأوسط تحوّلا غير مسبوق أشعلته حماس في السابع من أكتوبر 2023 والحروب الإقليمية اللاحقة، حيث وفرت الحرب في قطاع غزة لإيران أول فرصة حقيقية لتطبيق مفهوم وحدة الساحات من خلال التفعيل المتزامن والمنسق لجبهات عدة ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
وحاولت إيران تجنب التورط المباشر وما يترتب عليه من تبعات لكنها في النهاية فشلت في استخدام شبكة حلفائها لإجبار إسرائيل على وقف القتال في غزة، وعلى العكس، انتقلت إسرائيل إلى الهجوم وعلى أكثر من جبهة.
وشمل مبدأ الدفاع الإيراني تحرك الحلفاء أولا بهدف إبقاء التهديدات بعيدة عن الأراضي الإيرانية وتقليل خطر المواجهة العسكرية المباشرة، لكن خسارة الحلفاء لقادة بارزين وأعداد كبيرة من المقاتلين والأسلحة قلبت الطاولة.
وفقدت إيران قاعدة عمليات أساسية وخط إمداد ضخم نحو حزب الله بسقوط بشار الأسد في سوريا، بينما باتت سوريا خارج معادلة المحور لا بل على النقيض منها.
وأضعفت سنتان من القصف على لبنان حزب الله. اغتيلت قيادات الحزب وضربت المخازن، وأوصلت الضربات الإسرائيلية حزب الله للمطالبة باتفاق وقف إطلاق النار تبين أنه اتفاق استسلام.
ويعيش الحوثيون في اليمن على كتلة نار جراء الضربات الإسرائيلية. بقيت المسيرات والصواريخ تستهدف الداخل الإسرائيلي، لكن في مقابل كل صاروخ أو مسيرة كانت الأراضي اليمنية تشتعل تحت أقدام الحوثيين.
وحيّدت الفصائل الموالية لطهران في العراق نفسها من حرب الإسناد، وبقيت في مدرجات الجمهور تشاهد المعارك، وباتت غزة على الأرض، وحرب السنتين أخرجت حماس من معادلة القوة.
وأتى اغتيال إسرائيل للقيادي في حماس إسماعيل هنية في طهران ليكشف عن غياب الردع الفعّال لدى إيران، وفي يونيو 2025، هاجمت تل أبيب برامج إيران النووية والباليستية من خلال غارات جوية مكثفة.
وخلال حرب الأيام 12 كان حلفاء طهران شبه غائبين، ولم يقدم أعضاء محور المقاومة أكثر من بيانات تنديد بالهجمات.
إيران ومحور المقاومة تراجعا، ولم يهزما بالكامل، فهل المشروع إضعاف المحور أم القضاء عليه؟ وهل ستقبل إسرائيل ومن خلفها واشنطن بهذه النتيجة التي وصلت إليها حتى اليوم، أم ستسعى تل أبيب إلى تحويل النتائج التكتيكية إلى إنجازات استراتيجية طويلة الأمد؟
تقرير: طوني منصور