في أربيل، موظفون من مختلف المؤسسات الحكومية يقفون أمام أجهزة الصراف الآلي لتقاضي رواتبهم الشهرية عبر مشروع حسابي.

المشروع أحدث نقلة نوعية في طريقة صرف الرواتب من خلال توفير شبكة واسعة من أجهزة الصرف، تسهل على الموظفين الحصول على مستحقاتهم بسهولة، وهو المشروع الذي أطلقه رئيس الحكومة مسرور بارزاني في فبراير 2023 رفع نسبة الشمول المالي إلى أكثر من 15 في المئة خلال نحو عامين.

وحفز البرنامج المصارف على توسيع باقة خدماتها والتوسع في شبكة فروعها وأجهزتها للصراف الآلي والارتقاء بمستوى خدمة العملاء.

ولم يقتصر تأثير حسابي على صرف الرواتب فقط، بل ساهم أيضا في زيادة حجم الودائع المصرفية وفتح المجال أمام القروض للأفراد والشركات، بما يدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إذ تقول الحكومة إن المعاملات المالية عبر النظام تجاوزت 3 مليارات دولار، ما يعكس أثره المباشر على سوق الائتمان ونمو الاقتصاد المحلي.

الشمول المالي في كوردستان والمنطقة:

في المغرب، وخلال 5 سنوات بلغت نسبة الشمول المالي 58 في المئة حتى نهاية 2024 بعد نحو 5 سنوات من المبادرات المصرفية الرقمية، أما في مصر، فقد ارتفعت نسبة الشمول المالي من 27 في المئة إلى أكثر من 60 في المئة خلال 5 سنوات، فيما في كوردستان، فقد ارتفعت نسبة الشمول المالي من أقل من 5 في المئة إلى أكثر من 15 في المئة خلال عامين، والهدف هو الوصول إلى 50 في المئة بحلول عام 2028.

وتظهر هذه النماذج أن التحول الرقمي في كوردستان قد يعيد تشكيل الاقتصاد الداخلي إذا تمكنت الحكومة من تجاوز تحديات الثقافة المصرفية والبنية الرقمية المحدودة في بعض المناطق.

ويعزز التحول الرقمي في كوردستان النمو الاقتصادي ويوسع فرص الاستثمار ويرفع الشفافية المالية، هذا المشروع يضع الإقليم على خريطة الاقتصاد العالمي كلاعب اقتصادي صاعد في المنطقة.

تقرير: صهيب الفهداوي