2025-05-07
شهد الأول من سبتمبر عام 1941، بداية مسار جلاء القوات الفرنسية من سوريا الذي اكتمل بعد أربع سنوات من ذلك، في السادس عشر من نيسان عام 1946، ما بات يعرف بعد ذلك بعيد الجلاء مؤذناً ببداية علاقة جديدة بين المستعمر السابق والجمهورية العربية السورية.
مرت العلاقات بين البلدين بمرحلة تطور وزخم، توّجه حضور الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك كزعيم غربي وحيد لمراسم تشييع الرئيس الأسبق حافظ الأسد في العاشر من يونيو 2000، كما خص الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بمعاملة خاصة خلال السنوات التالية لتوليه المنصب.
وشكّل اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في فبراير 2005، منعطفًا في العلاقات بين البلدين إذ كان اتهام نظام البعث السوري بالضلوع بالجريمة سببًا في تدهور العلاقات بين سوريا وفرنسا قرر إثرها جاك شيراك قطع الاتصالات على المستوى العالي مع المسؤولين السوريين.
لاحقًا حاولت فرنسا لعب دور في تقريب وجهات النظر بين سوريا وإسرائيل في جهود استمرت طيلة أعوام لكنها فشلت بعد بلوغ ذروتها في العام 2008 أثناء زيارة للرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي لدمشق، إذ اعتبر آنذاك أن سوريا لاعب مهم في المنطقة وأعاد التواصل مع دمشق لمستوياته السابقة.
ومع انطلاقة الربيع العربي وبداية الاحتجاجات في سوريا عام 2011، لعبت فرنسا دورًا كبيرًا في استصدار قرارات من مجلس الأمن تدين القمع الوحشي للتظاهرات المناوئة لنظام الأسد، ما تسبب في تعرض سفارتها في دمشق لهجومين من قبل جماعات موالية للنظام.
وبعد إسقاط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، سارعت فرنسا لفتح قنوات اتصال دبلوماسية مع الحكام الجدد في دمشق، كما لعب وزير خارجيتها دورًا في محاولات تقريب وجهات النظر بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية، كما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشرع لزيارة باريس، لتكون بذلك وجهته الأوروبية الأولى منذ تسلمه زمام السلطة.
تقرير: إبراهيم العادل