Mask
Logo

أخبار-عربية

المقابر الجماعية بريف دمشق.. أسرار الموت المستترة

2025-10-22

كانت رائحة الموت تسبق الشاحنات، لا عين تراها، ولا أذن تسمعها، يكفي أن تمر بسيارتك على الطريق الصحراوي بين القطيفة والضمير بريف دمشق، كي تعرف أن هناك شيئا دُفن دون أن يُقال، دُفن كي لا يُكتشف أبدا.

أربع ليال في الأسبوع وعلى مدى عامين كانت الشاحنات تعبر الصحراء محملة بما تبقى من أجساد مجهولة، سميت هذه العملية باسم رمزي "نقل الأتربة"، لكنها لم تكن أتربة، بل كانت بقايا بشرية، جثث عشرات الآلاف ممن قُتلوا في زنازين نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد وتحت التعذيب.

المقبرة الجماعية في القطيفة كانت مكشوفة وموثقة، ولهذا قررت السلطات دفن الدليل وإعادة دفن الجثث في مكان سري لا يعرفه أحد.

موقع جديد في قلب صحراء الضمير، في هذا الفراغ الرملي القاسي، تم حفر ما لا يقل عن 34 خندقا يبلغ مجموع طولها كيلومترين، مساحات واسعة من القبور الجماعية التي لا شواهد لها ولا زوار.

نقلت الجثث من مستشفيات وسجون مثل سجن صيدنايا سيء الصيت، بعضها حديث الوفاة وبعضها تحلل بالكامل، وتشير التقديرات إلى أن المقابر الجماعية قد تحتوي على 300 ألف ضحية خلال حكم عائلة الأسد.

والآن وبعد أن انتهى كل شيء، بعد أن سقط الأسد وفر من البلاد، لا تزال المقابر الجماعية شاهدة على وطن دفن أبناءه، وربما ذات يوم ستتكلم هذه الأرض وتبوح بما لا يزال مخبأ تحت التراب.


تقرير: لافا أسعد


Logo

أخبار ذات صلة