لم تكن انعكاسات السابع من أكتوبر على اليمن مجرد رد فعل سياسي، بل مثلت نقطة تحوّل استراتيجية، ففي هذه المرحلة، تركزت الأحداث حول العدوان على غزة، حيث استخدمت حركة الحوثيين، المسيطرة على صنعاء، أذرعها العسكرية لدعم القضية الفلسطينية.

هذا التحول أدى داخليا إلى تعليق مسار التهدئة ووقف مفاوضات السلام الأممية، وعادت البلاد لتصبح مسرحا لضربات أمريكية، وهجمات بريطانية وإسرائيلية، وسط مخاوف متزايدة على الأرض، تتزامن مع الردود العسكرية لحركة الحوثيين.

وفي ظل هذا التصعيد العسكري المتبادل، عاد القلق يخيّم على المدن اليمنية ليلا، وزادت الأعباء المعيشية على السكان، مع ارتفاع أسعار الوقود والسلع نتيجة اضطراب حركة الملاحة في البحر الأحمر وتأثر الموارد الرسمية للدولة.

وعلى الصعيد الإقليمي، يُنظر إلى اليمن اليوم كفاعل أساسي لا يمكن تجاهله، بعد أن أصبح ورقة ضغط مرتبطة بأمن الملاحة الدولية وتطورات ملف غزة، وفي الوقت نفسه يحذّر مراقبون من أن هذه التطورات قد تزيد من تعقيد الأزمة الداخلية في صنعاء، نتيجة التصعيد العسكري الغربي وتزايد الضغوط الدولية على حركة الحوثيين.

تقرير: بشير عقلان