Mask
Logo

أخبار-عربية

غارة الدوحة.. تحول جذري في التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي

2025-10-07

في التاسع من أيلول المنصرم، لم يكن الصوت الذي دوى في سماء الدوحة مجرد صدى قنبلة بل حدثا جيوسياسيا صادما.

استهدف الهجوم قيادة حماس في قلب العاصمة القطرية التي تتوسط باسم الجميع، في لحظة خرق الخط الأحمر الذي يحمي العواصم وانهار جدار الثقة بين الأطراف والوسيط، لتتغير طبيعة المعادلة كلها.

وفي واشنطن، التقط المشهد بعيون باردة، وأدرك البيت الأبيض أن انفجارا كهذا يمكن أن يطيح بكل القنوات الإقليمية التي بنتها الإدارة خلال عامين، ليبدل الموقف الأميركي جذريا من إدارة أزمة إلى فرض تسوية، ومن دبلوماسية الخطوط الساخنة إلى دبلوماسية الطوارئ.

وبدأت الإدارة الأميركية بقيادة ترامب ومستشاريه بناء ما سمي لاحقا بخطة ترامب للتهدئة، التي تضمنت وقف إطلاق نار مؤقت وتبادل رهائن وانسحاب مرحلي وإدارة دولية مؤقتة لغزة.

أما العواصم العربية والإسلامية، فشعرت أن السماء لم تعد محايدة، ووجدت في الخطة مخرجا، من الدوحة إلى القاهرة مرورا بالرياض وأنقرة، سائدا منطق إدارة الغضب لا تصعيده، ليس حبا في التفاصيل بل لتدارك الأسوأ.

وكشفت الضربة هشاشة الأمن القيادي وقطعت عنه مظلة الحماية الإقليمية، فما عاد التمسك بالورقة العسكرية وحده ممكنا، ليصبح خطابها التفاوضي من شروط صلبة إلى قبول مشروط بخطة ترامب طالما فيها ضمانات أمنية.

وهكذا، بدلت ضربة الدوحة كل القواعد، هزت الثقة بالوساطة، ودفعَت واشنطن إلى تسريع التسوية، ودفعَت العواصم العربية والإسلامية للاصطفاف، وجعلت حماس تميل إلى السياسة تحت تهديد السماء، ففي السياسة كما في الحرب، الضربة التي لا تقتل تعيد تعريف قواعد اللعبة.


تقرير: علي حبيب


Logo

أخبار ذات صلة