المطالب الروسية المتجددة لواشنطن بأن تتنازل كييف عن أراض مقابل اتفاق سلام تتصادم مع خطة أعدتها دول أوروبية تتضمن 12 نقطة لوقف القتال في أوكرانيا.

صحيفة بلومبيرغ كشفت أن الخطة تمنح أوكرانيا ضمانات أمنية وأموالاً لإصلاح أضرار الحرب، وسبيلاً للانضمام السريع إلى الاتحاد الأوروبي.

وذكرت أن الخطة تقترح أيضاً ترؤس ترامب مجلس سلام للإشراف على تطبيقها، ونقلت بلومبيرغ عن مصادر أن الخطة تقضي برفع العقوبات المفروضة على روسيا تدريجياً، ولكنها تربط إعادة نحو 300 مليار دولار من الأموال الروسية المجمدة بموافقة موسكو على المساهمة في إعادة إعمار أوكرانيا.

وأشارت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن روسيا جددت شروطها السابقة لإبرام اتفاق سلام مع أوكرانيا، وذلك في بيان خاص أُرسل إلى واشنطن تحت اسم "الوثيقة غير الرسمية" حيث يتعارض فعلياً مع موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتمثل في تجميد خطوط المواجهة في مواقعها الحالية.

وهذا ما أدى إلى إعلان الرئيس الأميركي إرجاء اللقاء الذي كان متوقعاً بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين في المجر.

مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس كانت قد قالت إن الرئيس الأميركي صادق بشأن محاولته إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن المحادثات التي تستبعد أوكرانيا وأوروبا لن تكون حاسمة.

وفي إطار الحشد الأوروبي لدعم أوكرانيا، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الرئيس زيلينسكي سيحضر اجتماعاً الجمعة لحلفاء أوكرانيا المعروف باسم "تحالف الراغبين" في لندن، الذي شكلته فرنسا وبريطانيا في محاولة لتحديد المساهمات العسكرية للدول الأوروبية، وردع روسيا عن مهاجمتها بمجرد التوصل إلى هدنة نهائية.

الحرب الروسية الأوكرانية تدخل في طور التعبئة والخسائر الاقتصادية والبشرية، فموسكو تعمل على توسيع التجنيد للجبهات، وكييف تعمق الضربات في الداخل الروسي، حيث يبقى العامل الحاسم هو مدى استمرار الدعم الخارجي لأوكرانيا وإرادة موسكو على قبول أي إطار تفاوضي يتضمن تنازلات إقليمية.

تقرير: فادي زيدان