خسارة "آرسين تاتار"، المرشّح المدعوم من تحالف الشعب في تركيا والمدافع عن فكرة حل الدولتين في قبرص، للانتخابات الرئاسية في جمهورية شمال قبرص أمام مرشّح الحزب الجمهوري طوفان آرهورمان، الذي لا يرى مشكلة في استئناف مفاوضات الحل الفيدرالي، قسّمت المواقف بين طرفي تحالف الشعب في تركيا، حيث رفض زعيم حزب الحركة القومية "دولت بهتشلي" نتائج الانتخابات، وطالب بضم جمهورية شمال قبرص إلى تركيا، مشيرا إلى الأهمية البالغة التي تحملها الجزيرة بالنسبة لبلاده.

في المقابل، سلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الطريق الدبلوماسي وهنّأ "آرهورمان" على فوزه بمنصب الرئاسة، وأكد أن تركيا ستواصل الدفاع عن الحقوق والمصالح، بينما انتقد زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزجور أوزال ما وصفه بتدخل حزبي تحالف الشعب في انتخابات شمال قبرص، مطالبًا باحترام إرادة القبارصة الأتراك، وعدم اعتبار جمهورية شمال قبرص حديقة خلفية لتركيا.

الأهمية الاستراتيجية والأمنية والاقتصادية البالغة التي تحملها جمهورية شمال قبرص بالنسبة لتركيا أصبحت حديث الساعة في تركيا، حيث أكد مراقبون أن أنقرة ستستخدم كل الوسائل للحفاظ على الوضع الراهن في شمال الجزيرة، وخصوصا أن كل تحركات تركيا واتفاقياتها مع الدول الأخرى للتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط مبنية على مبدأ حل الدولتين في قبرص.

من جانب آخر، يرى خبراء أن التغيير السياسي في شمال قبرص جاء بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة وقلة فرص العمل، ولا يجب ربطه بتغيير استراتيجي شامل لواقع الجزيرة.

تقرير: عمر أحمد