2025-05-29
مشهد رمزي لا تخطئه العين، يُرفع العلم الأميركي مجددًا في قلب دمشق، دلالة واضحة على فتح صفحة جديدة وانفتاح دبلوماسي رفيع بين الولايات المتحدة وسوريا.
وجرت المراسم بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، والمبعوث الأميركي توماس باراك، الذي أكد رغبة بلاده في رفع سوريا عن قائمة الدول الراعية للإرهاب، ودعم اتفاق عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيل، وبدء حوار لترسيم الحدود.
وتزامن تعيين باراك مبعوثًا خاصًا إلى سوريا مع رفع العقوبات الأميركية، بعد لقائه الرئيس السوري أحمد الشرع في أنقرة، وهي خطوة جاءت تتويجًا لتحول سياسي أميركي تمثل في إعلان الرئيس ترامب عن فرصة سلام لسوريا الجديدة عبر مقاربة لا تملي من الأعلى.
ويشكل قرار ترامب برفع العقوبات نهاية لمرحلة من العزلة، ومفتاحًا لعودة سوريا إلى النظام الاقتصادي العالمي، وكان هذا القرار تتويجًا لمسار انطلق منذ سقوط نظام الأسد في 2024، ما فتح الباب أمام انخراط استثماري واسع النطاق.
وعلى وقع رفع العلم، تم التوقيع على سلسلة مذكرات تفاهم في قطاع الطاقة بقيمة 7 مليارات دولار، تشمل تطوير محطات توليد كهرباء ومشروع طاقة شمسية، ما يعكس بداية إعادة الإعمار عمليًا.
ومن مراسم رفع العلم إلى توقيع اتفاقيات الطاقة، يظهر أن واشنطن لا تعود إلى دمشق دبلوماسيًا فقط، بل كشريك في استقرار البلاد وإعادة بناءه، في لحظة مفصلية لسوريا الخارجة من نفق طويل.
تقرير: علي الموسوي