2025-10-24
في الشرق الأوسط قد لا تهدأ الحروب لكنها تغير شكلها، وحين صمتت المدافع في غزة أشهرت إسرائيل السياسة في وجه الجميع، ففي أسبوع يفترض أن يكرس لتثبيت الهدنة يصوت الكنيست الإسرائيلي على ضم الضفة الغربية.
خطوة فجرت عاصفة سياسية امتدت من القدس إلى واشنطن ووضعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام اختبارها الأول مع حليفتها القديمة.
من تل أبيب خرج وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو برسالة حازمة، هذا تصويت أجروه في الكنيست، وحسب ما شرح لي، حاولت جهات استغلاله لإحراج نتنياهو أثناء وجود نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس هنا، إنه تهديد لعملية السلام والجميع يعلم ذلك.
تصريح بدا كصفعة دبلوماسية لحكومة نتنياهو في لحظة تحاول فيها واشنطن أن تثبت ما تبقى من توازن هش في غزة، لكن نائب الرئيس جي دي فانس اختصر الموقف الأميركي بعبارة أكثر خشونة حين وصف التصويت بالمناورة الغبية التي أحرجت واشنطن.
لغة غير مألوفة في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل، تكشف عن ضيق متنام داخل البيت الأبيض من رهانات تل أبيب.
وفي المقابل حاول وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر خفض حرارة المشهد فتعهد بألا تتقدم الحكومة في سن قانون الضم الآن، بينما اكتفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بجملة غامضة لكنها كاشفة، إسرائيل لن تفعل شيئا بالنسبة للضفة الغربية فلا تقلقوا.
عبارة تقرأ كتطمين لكنها تسمع كتحذير، أما في الميدان يتحرك الواقع بوتيرة أبطأ من السياسة، قوة أمن دولية تستعد للانتشار في غزة تضم دولا تشعر إسرائيل بارتياح لوجودها، كما أعلن روبيو في مشهد يعيد رسم خريطة السيطرة لا خريطة السلام.
وفي المقابل تؤكد حماس التزامها الكامل باتفاق الهدنة، لكنها تقر بصعوبة المرحلة الثانية التي تشمل قضايا عامة وإشكاليات معقدة، بينما تتحدث تقارير إسرائيلية عن تسلم جثتي أسيرين في ساعة متأخرة من المساء، وكأن الاتفاق يختبر بندا بندا على إيقاع من الحذر والدم.
تقرير: علي حبيب