Mask
Logo

entertainment

اليوم الدولي للتنوع البيولوجي.. الانسجام مع الطبيعة والتنمية المستدامة

2025-05-22

في عمق هذا الكوكب، وعلى امتداد مليارات السنين، نشأت شبكة مترابطة من الحياة، بنيت عبر تطور معقد وتفاعل مستمر بين الكائنات الحية وبيئاتها، ما خلق توازناً دقيقاً يضمن استمرارية الحياة وتنوعها، ومع مرور الوقت أصبح هذا التنوع البيولوجي أساساً لاستقرار الأنظمة البيئية ورفاهية الإنسان... هذه الشبكة التي تعرف بالتنوع البيولوجي، هي ما يمنح الأرض غناها وقدرتها على الصمود أمام التغيرات. وفي هذا السياق، يأتي اليوم الدولي للتنوع البيولوجي الذي يحتفى به في الثاني والعشرين من شهر مايو من كل عام، ليذكرنا بقيمة هذا التنوع وأهمية الحفاظ عليه.


وانسجاماً مع شعار هذا العام "الانسجام مع الطبيعة والتنمية المستدامة" الذي يعكس التزام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتعزيز العلاقة المتوازنة بين الإنسان والطبيعة، وتحقيق التنمية المستدامة من خلال الحفاظ على التنوع البيولوجي، نتأكد أن تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لا يمكن أن يتم بمعزل عن صون البيئة والنظم الإيكولوجية.


إن ما نواجهه اليوم من خسائر متسارعة في الأنواع والموائل الطبيعية، يفرض علينا إعادة النظر في علاقتنا مع الطبيعة، والتوجه نحو نماذج تنموية أكثر توازناً وعدالة، مع ضرورة اتخاذ إجراءات جدية لحمايتها، خصوصاً

أن الأرقام مفجعة! فقد أظهرت تقارير دولية أن متوسط أعداد الكائنات الحية البرية قد انخفض بنسبة ثلاثة وسبعين بالمئة خلال الخمسين عاماً الماضية، مع تراجع حاد في مناطق مثل أمريكا اللاتينية بنسبة خمسة وتسعين بالمئة، والمياه العذبة انخفضت بنسبة خمسة وثمانين بالمئة، كما شهد العام الماضي خسارة أكثر من ستة ملايين ونصف مليون هكتار من الغابات الاستوائية، وهو أعلى معدل تم تسجيله حتى الآن، بسبب اشتداد موجات الحر والجفاف والحرائق واسعة النطاق.


هذه الأرقام تعكس حجم التحدي الذي يواجه التنوع البيولوجي عالمياً، والحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات متكاملة لحمايته ضمن إطار التنمية المستدامة. ويأتي اليوم الدولي للتنوع البيولوجي ليذكرنا بأن الحفاظ على هذا الإرث الطبيعي ليس ترفاً بيئياً، بل ضرورة وجودية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمستقبل الأمن الغذائي والمائي والصحي للبشرية. فالانسجام مع الطبيعة لا يعني التراجع عن التنمية، بل يعني توجيهها نحو مسارات أكثر استدامة تحترم حدود النظم البيئية وقدرتها على التجدد من أجل ضمان استمرارية الحياة بكل تنوعها للأجيال القادمة.


تقرير: حذام عجيمي


Logo

أخبار ذات صلة