من منا لا يعرف قصة المواجهة المستحيلة بين إيران وأميركا؟ علاقة متوترة، مليئة بالمفاجآت، وكأننا نشاهد موسماً جديداً من مسلسل سياسي درامي، بعنوان نووي.

نبدأ من 3 يناير 2020، عندما قررت واشنطن تصفية قائد فيلق القدس قاسم سليماني بصاروخ قيل إنه من نوع VIP عند مطار بغداد الدولي في العراق. ولكن النتيجة؟ ردود فعل نارية من طهران، وغضب بحجم قنبلة نووية لم تنفجر بعد.

بعدها بخمسة أيام فقط، في 8 يناير، أرسلت إيران 10 صواريخ إلى قاعدة العين الأسد بالعراق، تحت عنوان "لم ننسَ ولم نغفر". ولكن الغريب؟ لا قتلى أمريكيين... فقط إصابات طفيفة.

في بحر العرب، وفي 4 نوفمبر 2021، كاد الغضب الإيراني من واشنطن يفجر حرباً. فعلى خلفية مصادرة القوات الأمريكية لسفينة تحمل أسلحة من إيران، صادَر الحرس الثوري ناقلة نفط وقال إنه حاول حمايتها لأنها تحمل نفطاً إيرانياً. ولكن الرواية الأمريكية أتت مناقضة، وقالت واشنطن إن الحرس الثوري صادَر الباخرة واستولى على النفط، ولكن ما لبث أن عاد وأفرج عن الباخرة وطاقمها، ولم يعلم أحد لماذا وكيف.

وفي 23 يونيو 2025، أعلنت إيران مسبقاً لأمريكا نيتها قصف قاعدة العديد في قطر، برسالة رسمية: "سنقصفكم بعد قليل، جهزوا أنفسكم". والنتيجة؟ صاروخ سقط في منطقة خالية، وثلاثة عشر صاروخاً آخر تم استهدافهم في الجو القطري، وترامب قال: "شكراً إيران على التنبيه".

في لعبة الشطرنج المعقدة في العالم، لا غرابة أن تكيل طهران بمكيالين. إيران القوية في مواجهة خصمها الإسرائيلي، أما أمريكا فتعرف جيداً أن هذا المسلسل لا ينتهي بسهولة، فتتحول إلى إيران اللطيفة.

تقرير: مالك دغمان