الهدنة الهشة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بين إسرائيل وإيران أفسحت المجال أمام فحص إجمالي نفقة الحرب التي تثقلت بها كل من البلدين.

إسرائيل التي خلقت لنفسها جبهة جديدة أكثر شراسة في حربها بمهاجمتها إيران، تكبدت العديد من الخسائر التي تحاول حاليا إحصاءها.

سبعة وستون مليار دولار أنفقتهم إسرائيل في حربها فقط على غزة منذ انطلاقها حتى الآن.

فجاءت اثنا عشر يوماً من القتال مع إيران لتكبدها مئات الملايين من الدولارات الإضافية.

بداية من الصواريخ الاعتراضية التي تتصدى للصواريخ والمسيرات الإيرانية ذات الكلفة الضخمة، إذ تصل إلى مئتي مليون دولار يومياً.

مقلاع داود الذي كانت تعتمد عليه الدولة العبرية لإسقاط الصواريخ قصيرة وطويلة المدى، كلف نحو سبعمئة ألف دولار في كل مرة تم تنشيطه.

أما نظام أرو ثلاثة الذي استخدم لإسقاط الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، كلف نحو أربعة ملايين دولار لكل اعتراض واحد.

شاركه في المهمة النسخة الأقدم المعروفة باسم أرو اثنان، والذي كلف نحو ثلاثة ملايين دولار لكل اعتراض.

على الأرض، حيث المباني المتضررة من القصف الإيراني في مدن تل أبيب وحيفا وبئر السبع، قدرت كلفة إصلاحها بأكثر من أربعمئة مليون دولار.

تصاعد التكاليف الاقتصادية لحرب إسرائيل مع إيران بات يمثل عبئاً ثقيلاً على الموازنة العامة للحكومة الإسرائيلية.

أما الخسائر البشرية، فسجلت مقتل نحو ثلاثين إسرائيلياً خلال المواجهات التي توقفت بعيد إعلان واشنطن وقف إطلاق النار، داعية البلدين إلى السلام.

الخسائر المادية والبشرية جزء من الضغوط الجاثمة على كاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الوقت الحالي، فوقف الحرب ضد إيران يعيد الأضواء ثانية إلى غزة، التي تزداد الأصوات السياسية والشعبية المتعالية في الداخل الإسرائيلي لوقف حربها عبر صفقة تضمن استعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس، إثر استمرار القتال الذي استنزف الجيش وأثقل الاقتصاد، وأدى إلى تراجع حاد في شعبية نتنياهو الذي يصارع لضمان بقائه.

تقرير: مينا مكرم