2025-06-24
اثنا عشر يوما من المواجهة الخطيرة بين إيران وإسرائيل، اختبر فيها الطرفان مكامن القوة والضعف لدى كل منهما، فيما بات السؤال الأهم عما جرى تحقيقه إسرائيليا، لا سيما أن تل أبيب هي الطرف الذي بادر بإشعال هذه المواجهة تحت عنوان تحييد التهديد النووي الإيراني، وكذلك تهديد الصواريخ البالستية.
بالنسبة لإيران، يعتقد قادتها أنهم حققوا تفوقا استراتيجيا في هذه الحرب، لكن واقع الحال بدا معاكسا لما يعتقده الإيرانيون، فبرغم أن هذا الهدوء شكل طوق نجاة للنظام في طهران، فإن هذه المواجهة كشفت عن خرق استخباراتي إسرائيلي كبير، سهّل تصفية قادة عسكريين إيرانيين من الصف الأول، فضلا عن تدمير أهداف حساسة عدة في مناطق متفرقة من إيران، بينما حظي الطيران الإسرائيلي طيلة هذه المواجهة بحرية الحركة في سماء إيران، رغم إعلان طهران إسقاط عدد من الطائرات دون التأكد من صحة هذا الادعاء.
بخلاف الخسائر المادية التي تصل إلى مليارات الدولارات، فإنه حتى الآن من غير الممكن التأكد من مدى الأضرار التي تعرض لها برنامج إيران النووي، لا سيما في نطنز وأصفهان وفوردو، التي تعرضت لهجمات أميركية بقنابل خارقة للتحصينات. عقب هذه الضربات، تجزم إدارة ترامب أنها دمرت برنامج إيران النووي بالكامل، وذاك ادعاء لا يمكن التأكد منه حتى هذه اللحظة، لكن مما لا شك فيه أن بحال نجا برنامج إيران النووي فعليا من التدمير الكلي، فإن هذه الضربات أعادته سنوات إلى الوراء، وأضاعت جهد سنوات طويلة لإنشاء هذه المواقع النووية.
الكلفة البشرية في إيران تجاوزت أضعاف نظيرتها في إسرائيل، حيث قتل نحو ستمئة وخمسين شخصا، من بينهم كبار القادة العسكريين، على رأسهم رئيس الأركان محمد حسين باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، بينما تقول إسرائيل إنها اغتالت ما يقارب ثلاثين قائداً عسكرياً إيرانياً رفيعاً، إلى جانب سبعة عشر من علماء إيران النوويين.
تقرير: نادر علوش