2025-06-24
نهاية مفاجئة وغير متوقعة لأحد أكثر النزاعات انفجارًا في الشرق الأوسط منذ عقود، الحرب الإسرائيلية الإيرانية.
في هذه البقعة التي لا تنام فيها النار، حيث دخان المعارك يختلط بصمت الضحايا، تُكتب صفحة دراماتيكية من تاريخ المنطقة.
لكن بعيدًا عن هذا المسرح الدامي، وتحديدًا في البيت الأبيض، يجلس رجل في الظل، يبتسم، وأصابعه تتحرك بخفة على لوحة المفاتيح، تغريدة تلو أخرى، يرسم فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطوط الحرب والسلام بلمسة واحدة.
ترامب، الذي عاد من أبواب التاريخ إلى الرئاسة، حاملًا معه خلال حملته الانتخابية وعودًا عدة، على رأسها الملف النووي الإيراني وإنهاء الحرب بين حماس وإسرائيل، أصبح قائدًا حاليًا يُمسك بخيوط اللعبة المشدودة بين تل أبيب وطهران، ويتركهما يرقصان على حافة الهاوية.
في الثالث عشر من يونيو، ومع انطلاق الحملة العسكرية التي قادها شريكه الإقليمي بنيامين نتنياهو ضد إيران، كان الهدف واضحًا: القضاء على البرنامج النووي.
تدخلت الطائرات الأميركية بقصف المنشآت النووية، وبعد اثني عشر يومًا من المواجهة الدامية، خرج ترامب ليقف على خشبة الصراع، مخرجًا دراميًا للحل، داعيًا بالسلام والأمان لإيران وإسرائيل.
ترامب، الذي يرى في كل صاروخ يُطلق في المنطقة خطوة تُقربه من استعادة الهيمنة العالمية لبلاد "العم سام"،
لاعب الشطرنج الذكي، يُضحي بالحلفاء والخصوم على رقعة الشرق الأوسط، ليتوج "ملكًا للسلام" فوق حطام الحرب.
عينه على جائزة نوبل للسلام، تلك الجائزة التي تُصنع من بقايا الحروب، يسعى إليها من بوابة وقفه للحرب الهندية الباكستانية، والإيرانية الإسرائيلية، ومحاولاته المتكررة لوقف المواجهة الروسية الأوكرانية.
أعداء الأمس ينصاعون اليوم لأوامر ترامب بوقف الهجمات.
خطوة قد تُسهل إقناع مزيد من دول الشرق الأوسط بدخول السلام مع إسرائيل، ليصبح الرابح الأكبر، ويُثبت حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها:
ليس كل من يُطفئ النار بطلاً، فأحيانًا يكون هو نفسه من أشعلها.
تقرير: رائد المواس