Mask
Logo

أخبار-دولية

ثلاثون عاما على أوسلو.. من وعد الدولة إلى سؤال البقاء

2025-10-14

في قاعة مضاءة بأعلام كثيرة يصافح القادة بعضهم بعضا وترفع الوثائق أمام الكاميرات، في الصورة وعد بالسلام، لكن في الخلفية أرض تغيرت ملامحها وشعب حكم التاريخ عليه بالانتظار.

ثلاثون عاما تفصل هذا المشهد عن يوم صافح فيه ياسر عرفات إسحاق رابين في حديقة البيت الأبيض، ففي عام 1993 كانت أوسلو لحظة مفصلية في التاريخ الفلسطيني، الفلسطينيون امتلكوا مشروع دولة على حدود 1967 وعاصمة في القدس الشرقية وسلطة ناشئة اسمها السلطة الوطنية الفلسطينية، العالم صفق، والخرائط وضعت، والآمال علقت على سنوات انتقالية كان يفترض أن تنتهي بولادة الدولة.

لكن السنوات مرت، والحدود انكمشت، والمستوطنات تمددت، والقدس خرجت من الحسابات السياسية، بعدما اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها عاصمة لإسرائيل، ليتحول حلم الدولة إلى إدارة محدودة في جزر منفصلة تتحكم بها خارطة أمنية واقتصادية لا تشبه مفهوم السيادة.

واليوم في قمة شرم الشيخ للسلام عام 2025 عاد الحديث ذاته، سلام في الشرق الأوسط برعاية أميركية جديدة لكن بروح قديمة، ترامب يقود الطاولة ويتحدث عن استقرار دائم في المنطقة، لكن من دون ذكر واضح للدولة الفلسطينية ولا للقدس ولا حتى لحدود ترسم على خريطة.

والمفارقة أن القمة تأتي بعد أشهر فقط من موجة اعترافات دولية بالدولة الفلسطينية، لكن الاعتراف ظل رمزيا بلا أرض يمكن أن تقام عليها الدولة ودون سلطة تمتلك قرارها.

في المقابل تتحدث الوثائق الجديدة عن إدارة دولية لغزة بعد الحرب، وعن سلام إقليمي شامل لا يعرف موقع الفلسطينيين منه إلا كملف إنساني مؤجل.

وبين أوسلو وشرم الشيخ تغير كل شيء تقريبا، الأرض والسياسة وحتى اللغة، فبعد أن كان الحديث عن دولة ذات سيادة صار الحديث عن كيان قابل للحياة، وبدل حل الدولتين نقف أمام سؤال معلق، فهل تبقى مكان لدولة فلسطينية؟ أم أن الجغرافيا أنهت ما بدأه التاريخ؟


تقرير: علي حبيب


Logo

أخبار ذات صلة