2025-09-20
في تحرك سياسي غير مألوف، أطلق حزب الله دعوة علنية للمملكة العربية السعودية لفتح فصل جديد من علاقة مرت بمراحل عدة تنوعت حلقاتها من التفاهم المتوازن إلى الخلاف العميق ثم القطيعة الكبيرة، لكن الحركة على مسرح المنطقة والتهديدات العسكرية والتحديات الأمنية باتت على ما يبدو ضاغطة على الأقل على الحركة المسلحة في لبنان.
قراءات عدة أثارتها دعوة نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، إذ اعتبرها مقربون من المشهد تجل من تجليات تحضيرات المنطقة لاحتمال عودة الصدام المسلح بشكل أوسع، خصوصا بعد التحول الذي عرفته إثر استهداف إسرائيل للعاصمة القطرية الدوحة، وفي سياق أوسع عدها آخرون من جهود الخارجية الإيرانية مؤخرا لترتيب العلاقة مع الجيران، تصديا لمحاولات إسرائيل الإنفراد بها فيما يعرف إعلاميا بالشوط الثاني لمعركتها ضد تل أبيب.
محليا، لا تنكر السعودية دورها في زيادة الضغوط على حزب الله، إذ أن الرياض ودولا خليجية أخرى صنفت حزب الله منظمة إرهابية في 2016، قبل انضمام الرياض في الأشهر القليلة الماضية إلى واشنطن وخصوم حزب الله داخل لبنان في الضغط على الحكومة اللبنانية من أجل نزع سلاح الجماعة.
السعودية الرسمية، رغم إمساكها عن مهاجمة حزب الله بشكل واسع خلال الشهور الماضية، إلا أنها ما زالت من وجهة النظر تحتفظ بشكل كبير بموقفها من ما يعرف إعلاميا بمحور المقاومة، إذ اضطرت لانتهاج سياسة المتاركة على جبهتها ضد جماعة الحوثي في اليمن، وعودة الدفء لعلاقاتها مع إيران التي توجت بارتفاع منسوب التنسيق على المستويات العسكرية والأمنية، وتحولها لتهديد إسرائيل على لسان ولي العهد محمد بن سلمان، ما قد يدخلها وإن بشكل مؤقت في تغاض عن سابق الخلافات سعيا لردع تل أبيب الماضية فيما تسميه تغيير الشرق الأوسط بل وتفصيله على مقاسات حكومتها اليمينية المتطرفة.