الوضع في غزة يزداد تدهورًا إثر توسع العملية العسكرية الإسرائيلية برّيًا، حيث ما زالت أوامر الإخلاء للسكان جارية في الوقت الذي يصعب فيه النزوح جنوبًا نظرًا لكلفته الباهظة للأسرة الواحدة.

الجيش الإسرائيلي يقول إنه يستهدف البنى التحتية لحماس، ويتوعّد بضربات قاسية وغير مسبوقة للمدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان، بينما تشير تقارير دولية إلى سقوط 15 مدنيًا من كل 16 قتيلًا في القطاع.

أعداد النازحين نحو الجنوب آخذة في الارتفاع على الرغم من تقييد الطرق المؤدية بعد غلق محور صلاح الدين وتحديد طريق وحيد للعبور الآمن، حيث يتحدث الدفاع المدني الفلسطيني عن مغادرة نحو نصف مليون فرد المدينة، وهو تقريبًا العدد ذاته الذي يتحدث عنه الجيش الإسرائيلي.

حماس تحاول مواجهة الاجتياح البرّي لإسرائيل عبر التهديد بمصير الرهائن الذين تم توزيعهم على أحياء متفرقة بقطاع غزة بحسب بيان لها، حيث تسعى لاستمالة الرأي العام الإسرائيلي لصالح وقف الحرب.

الأمم المتحدة تبدو وكأنها فقدت الأمل في التوصل إلى حل لهذه الأزمة، ما دفع أمينها العام أنطونيو جوتيريش إلى دعوة المجتمع الدولي لمواصلة الضغط على إسرائيل، سواء أحدث ذلك تأثيرًا أو لا بحسب تعبيره.

التوسع الاستيطاني واستهداف المدنيين مستمر تحت مظلة أميركية سياسية وعسكرية، حيث ما زالت تعيق التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن باستخدام حق النقض الخاص بها للمرّة السادسة.

من ناحية أخرى، تستعد لمناقشة قرار إمداد إسرائيل بدفعة جديدة من الأسلحة والمعدات الحربية أمام الكونغرس الأميركي، وذلك في إطار دعم إستراتيجي يقدّره مراقبون دوليون بنسبة 70% من إجمالي كلفة الحرب على غزة.

تقرير: مينا مكرم