Mask
Logo

صورة

صورة | كرار ناصر.. عندما تتحول العدسة إلى بوصلة وجودية

2025-09-16

في "صورة"، نكتشف أن التصوير الوثائقي ليس مجرد توثيق للحظات، بل رحلة بحث عن المعنى وسط القلق الوجودي والخوف من المجهول، هنا نلتقي بالمصور الوثائقي العراقي كرار ناصر من بغداد، الذي يقول بصراحة مؤثرة: "بصراحة، أنا خائف من الموت، ما أعرف ليش، أنا قلق... بس أخاف وايد من المجهول."

بدأت رحلة كرار مع التصوير بالصدفة، حين اشترى كاميرا بعد عمله في المول، لم يكن يعرف التقنيات أو الإعدادات، فقط كان يصور الأحداث في بغداد وينشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، "أول أربعة أو خمس سنوات، كل الأحداث اللي ببغداد جرت أنا أصورها"، يقول كرار، الذي جمع خلال ست إلى سبع سنوات بين 25 إلى 30 ألف صورة.

ومع الوقت، تحولت العدسة من أداة تسلية إلى بوصلة توجهه نحو قضايا مجتمعه، في مشروعه "طعام الطين"، أول مشاريعه الجدية، اكتشف كرار قدرته على رواية قصص طويلة ومؤثرة، "هذا أول مشروع أنه أنا أكتشف كرار هو مصور يصور ستوري طويلة أو يصور ستوري ممكن تأثر بالناس"، يشرح وهو يتحدث عن الأهوار العراقية التي صورها على مدار سنتين في 4000-5000 صورة.

اختار كرار اسم "طعام الطين" لأنه شعر أن الطين هناك "يطعم" المكان برائحته وحضوره، وفي إحدى أقوى صوره، التقط مشهد شيخ عراقي يحرق بيته المصنوع من القصب، قائلاً: "لا يوجد أحد في العالم يحرق بيته لكي يقوم بعمل الضوء، فهذه كانت القصة"، هذه الصورة، التي يصفها بأنها "تمثل الجنوب وتمثل الناس"، تجسد معاناة أهل الأهوار مع أزمة المناخ والجفاف.

ينتقل كرار من مشروع لآخر، من الأهوار إلى الطعام إلى وجوه بغداد القديمة، حاملاً رسالة واضحة: "المصور الفوتوغرافي أو الفنان بشكل عام يجب أن يكون... المواضيع التي تخدم المجتمع"، وفي النهاية، يحلم بأن ينتقل للسينما، قائلا: "أتمنى أن أبقى في السينما وأن أقوم بعمل أفلام لآخر يوم في حياتي."

هكذا تحولت عدسة كرار من مجرد أداة توثيق إلى نافذة يطل منها على معاناة وطنه، وبوصلة تقوده عبر قلقه الوجودي نحو إنتاج فني يخدم مجتمعه ويحفظ ذاكرة العراق المعاصر للأجيال القادمة.

Logo

أخبار ذات صلة