2025-08-22
في تصعيد جديد للتوتر بين فنزويلا والولايات المتحدة، دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو هذا الأسبوع إلى تعبئة شاملة للميليشيات المدنية وقوات الاحتياط وجميع أبناء الشعب، في خطوة اعتبرها ردا مباشرا على ما وصفه بتهديد عسكري مباشر من واشنطن.
وتأتي هذه الدعوة في أعقاب إعلان الولايات المتحدة إطلاق عملية واسعة لمكافحة تهريب المخدرات في منطقة البحر الكاريبي، حيث شمل الإعلان نشر 3 سفن حربية أميركية في المياه الدولية قبالة السواحل الفنزويلية، بحسب مصادر رسمية في الإدارة الأميركية.
وفي خطاب متلفز، أعلن مادورو خططا لنشر 4.5 ملايين عنصر من قوات الميليشيا المسلحة في أنحاء البلاد، مشددا على أن هذه الخطوة تأتي في إطار الدفاع عن سيادة فنزويلا واستقلالها.
وتعود جذور هذه الميليشيات إلى عهد الرئيس الراحل هوغو تشافيز، إذ تضم مدنيين مؤدلجين من التيار البوليفاري يتلقون التدريب العسكري ويعملون تحت إشراف الدولة، ورغم أن الحكومة الفنزويلية تقدر عددهم الرسمي بنحو 5 ملايين عنصر، إلا أن مراقبين محليين ودوليين يشككون في هذا الرقم معتبرين أن العدد الفعلي أقل بكثير.
وفي سياق التحضيرات الميدانية، أعلن مادورو عن اجتماع طارئ مع قيادة نظام الدفاع الوطني بهدف تعديل وتحديث الخطط الدفاعية استجابة للتطورات الإقليمية الأخيرة.
وعلى الجانب الأميركي، أفادت تقارير إعلامية بأن واشنطن تدرس إرسال نحو 4000 جندي من قوات مشاة البحرية المارينز إلى المنطقة، في خطوة ينظر إليها على أنها رسالة ضغط سياسي وعسكري تجاه نظام مادورو الذي تتهمه الولايات المتحدة بالتورط في تسهيل تهريب المخدرات عبر الحدود البحرية.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تمر فيه فنزويلا بأزمة اقتصادية واجتماعية خانقة، تفاقمت بفعل العقوبات الدولية المشددة والانقسام السياسي الداخلي، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في البلاد.
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد المتبادل قد ينذر بمزيد من الاحتكاك بين كراكاس وواشنطن، وربما يمهد لتوترات إقليمية أوسع، لا سيما في ظل تصاعد الخطاب العسكري والتعبئة الشعبية كوسائل للرد على الضغوط الخارجية.
في المقابل، تحذر أصوات دولية من أن أي مواجهة عسكرية مباشرة في منطقة الكاريبي قد تكون لها عواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، تبقى الأنظار متجهة إلى البحر الكاريبي حيث تتداخل الحسابات الجيوسياسية مع مصالح القوى الكبرى، بينما يقف الشعب الفنزويلي بين مطرقة العقوبات وسندان التصعيد العسكري.
تقرير: فؤاد مشيك