2025-05-20
هنا، في قلب الخرطوم، لا تُخيفك فقط أصوات الذخيرة، بل صمتها أيضًا، فالصمت يُخفي ما قد ينفجر في أي لحظة.
وفي هذا المكان، كان يُفترض أن يُسمع صوت الأجراس لا صفارات الإنذار، وبين كل بيت يعود إليه أهله، وبين كل طفل يحاول اللعب، هناك قنبلة تنتظر وفريق إنقاذ يسابق الزمن لإزالتها.
لكن الخطر لا ينتظر فرق إزالة الألغام، وعدّاد الضحايا يرتفع بشكل مقلق، فموعازر ليس وحده، وأرقام القتلى والجرحى بسبب الذخائر غير المنفجرة في ازدياد، بينما يبقى الخطر مجهولًا في كثير من المناطق.
وفي الوقت الذي علّقت فيه الولايات المتحدة دعمها لبرامج إزالة الألغام، تدخلت كندا لإنقاذ البرنامج الأممي في اللحظة الأخيرة.
وبدأت الخرطوم تستعيد أنفاسها، لكن تحت التراب وتحت أنقاض المدارس والمنازل ما زالت بقايا الحرب تنبض بالموت، ويمكن حل المشكلة بشرط أن يتم تمويل البرنامج ودعمه، ولكن أيضًا بشرط أن تقوم حكومة السودان والسلطات السودانية بتسهيل تنفيذ مخطط برنامج الأمم المتحدة الحمائي، لأن لديهم كثيرًا من العمليات الإدارية الصعبة، والتي تُبطئ الأمور بشكل كبير.
تقرير: إيسامار لطيف